استعاض عدد من ملاك السيارات العمومية في قطاع غزة والتي تستخدم السولار لتشغيل موتورها، الآن بزيت الذرة أو الصويا وعباد الشمس بعد مزجه بكمية قليلة من السولار أو الكاز الأبيض، بسبب شح الوقود الأول جراء الحصار الإسرائيلي المفروض علي غزة.
وأكد عدد من ملاك هذه المركبات أنهم يديرون الآن عرباتهم المخصصة لنقل الركاب بين مدن القطاع بواسطة مزج زيت الذرة المستخدم في الطعام، بقليل من السولار أو الكاز الأبيض، وكلاهما أصبح يباع الآن في السوق السوداء بأسعار مرتفعة جداً.
وذكر محمد الجمل أحد ملاك المركبات العمومية انه سار الي هذا الخيار بعد ان استشار أحد ملاك ورش تصليح السيارات الكبيرة، وبعد أن رأي زملاءه يعملون بنفس الطريقة.
وأشار الي ان هذا الأمر يعد ابتكارا جديدا لسائقي غزة يتوجب ادراجه في موسوعة غينتس .
لكن الغريب في هذا الأمر هو رفع التجار الكبار أسعار بيع زيوت الطعام، بعد معرفتهم بسر الاستهلاك الذي أدي الي زيادة الطلب علي المنتج علي غير العادة.
وقال السائق الجمل انه اشتري في اليوم الأول لتر زيت الطعام، بنحو ستة شيكل، نحو دولار ونصف، لكنه اضطر لشراء نفس المنتج بعد يومين بعشرة شيكل، أكثر من دولارين ونصف.
وعلي الرغم من سير المركبات بالوقود الجديد الا ان اصحاب ورش التصليح يؤكدون ان عملها بهذه الطريقة يعرض موتورها للتلف بشكل مفاجئ.
وتنتشر بشكل كبير مهنة العمل كسائق سيارة أجرة، وهو ما دفع السائقين الي القول انه لا يوجد لهم بديل لضمان استمرارهم في العمل، خاصة وأن غالبيتهم من أصحاب الأسر الكبيرة.
وأجبرت الأحوال الاقتصادية السيئة التي يعيشها القطاع ملاك المركبات الخاصة التي تعمل بالبنزين علي تحويلها الي عربات أجرة بعد ان بدلوا وقود البنزين الذي يدير الموتور بـ الغاز المنزلي قليل التكلفة.
ومنذ يومين أصيبت حركة سير المركبات بشتي أنواعها، بشبه شلل كامل، جراء استمرار اسرائيل لليوم الخامس عشر علي التوالي بمنع ادخال الوقود الي قطاع غزة، التي قلصت بالأصل كمياته الي أقل من 70%.
ولا تكفي السيارات التي تعمل بزيت الطعام، ولا التي تعمل بالغاز المنزلي حاجة المواطنين، وهو ما دفع ببعض أصحاب العربات التي تجرها الحمير والأحصنة الي التفكير جدياً باستخدامها بشكل واسع في نقل الركاب.
وقال أحدهم انه سيضع فرشا من القش والإسفنج علي اللوح الخشبي لعربته لجلوس الركاب، متوقعاً أن يبدأ عمله خلال الأيام القليلة القادمة في ظل توقف معظم السيارات عن العمل.
وبحسب اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار فقد بينت ان تقليص اسرائيل لكميات الوقود تسبب بتوقف أكثر من 85% من وسائل النقل الخاصة العمومية، متوقعة ان تتوقف الباقية خلال يومين، وأشارت أيضاً الي أن 60% من سيارات الإسعاف الي جانب 75% من سيارات ومعدات البلديات توقفت لنفس السبب.