علمت القدس العربي من مصدر فتحاوي مطلع أن الدكتور ناصر القدوة استقال مؤخراً من عضوية اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس لحركة فتح، بسبب خلافات كبيرة مع بعض أعضاء اللجنة المركزية.
وأوضح المصدر الفتحاوي الذي رفض كشف اسمه انه استقال أيضاً من رئاسة لجنة صياغة البرنامج السياسي الجديد للحركة، الذي تعكف فتح علي صياغته لاقراره في المؤتمر السادس.
وبحسب مصدر مقرب من الدكتور القدوة فان آخر اجتماع حضره في اللجنة التحضيرية كان بداية شباط (فبراير) الماضي، مؤكداً ان سبب الاستقالة يرجع لتأكده من ان التحضيرات لعقد المؤتمر غير جدية ، وانه يتهم بعض أعضاء اللجنة المركزية بتعطيل هذا الأمر. وأكد وقوع خلافات خلال الفترة التي عمل فيها القدوة مع اعضاء في اللجنة المركزية، سببها تخلي هؤلاء الأعضاء عن النظام الداخلي للحركة، كونهم كما يري القدوة وضعوا أنفسهم كآلهة للشعب الفلسطيني ويريدون مؤتمراً علي مزاجهم، ومواصفاتهم، يتيح لهم استنساخ أنفسهم من جديد ، علي اعتبار أن الطرح الحالي من قبل هؤلاء الأعضاء يرفض اشراك جيل الشباب بشكل مناسب في المؤتمر السادس الذي سينتخب اللجنة المركزية الجديدة.
وتطالب قيادات من جيل الشباب في حركة فتح ان يسمح بمشاركة قطاعهم الكبير بشكل واسع، علي نقيض ما يريده بعض من اعضاء اللجنة المركزية، وأعضاء آخرون في المجلس الثوري للحركة من الموالين لهم، ومن شأن اشراك جيل الشباب بكثرة في المؤتمر السادس، أن يوجد قيادة لفتح غالبيتها من وسطهم.
وأرسل مؤخراً مروان البرغوثي احد أبرز قادة حركة فتح والمعتقل في أحد السجون الاسرائيلية رسالة الي الرئيس محمود عباس وأعضاء المركزية واللجنة التحضيرية تطالبهم باشراك أوسع قدر ممكن من أعضاء حركة فتح في المؤتمر السادس الذي تأخر عقده أكثر من 15 سنة، وانتقد أعضاء من اللجنة التحضيرية الرسالة ومرسلها، ووصفوا البرغوثي وقتها بأنه مرشد الثورة ، استهزاء.
وظهرت خلال الفترة الماضية تجاذبات وخلافات حادة بين قيادات التنظيم مثلها الحرس القديم من أعضاء اللجنة المركزية وبعض معاونيهم، و جيل الشباب ، الذي تنتمي له غالبية قيادات الحركة، ووصلت هذه الخلافات الي وسائل الاعلام بعد تبادل كلا الفريقين الاتهامات.
ولا يعرف عن الدكتور ناصر القدوة المنتمي للجيل الشاب، والذي شغل في السابق منصب مندوب فلسطين في الأمم المتحدة، ومن ثم وزير للخارجية، انتماؤه لأي من التكتلات الداخلية في حركة فتح.
وبحسب المصدر أيضاً فان من بين الأسباب التي دعت الدكتور القدوة للاستقالة احساسه بحبك مؤامرة من بعض القيادات بهدف تدميره سياسياً، لتدمير فرصته في الحصول علي مقعد في اللجنة المركزية حال عقد المؤتمر السادس .
وأشار الي ان الدكتور القدوة الذي رأس لجنة البرنامج السياسي، التي تعكف علي صياغة البرنامج السياسي الجديد لفتح، شعر ان هناك أشخاصا يريدون اجراء تغييرات استراتيجية في البرنامج السياسي، علي حساب مفردات البرنامج السابق، تظهره (أي القدوة) وكأنه مفرط في حق المقاومة .
وعقدت مؤخراً قيادات فتحاوية في الضفة الغربية وقطاع غزة اجتماعات مكثفة لدراسة بنود البرنامج السياسي الجديد للحركة، بهدف اجراء التغييرات اللازمة عليه تمهيداً لاقراره